العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور... علمٌ لم يلق حظّه
طريق الجنة :: منتدى الدين الإسلامي :: منتدى الدين الإسلامي :: قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور... علمٌ لم يلق حظّه
العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور
تحصّل على شهادة التّطويع عام 1317 هـ، المُوافق 1899 م، و قد أجازه العلّامة مُحمّد العزيز بوعتور صحيح مُسلم، و كان ذلك عام 1321 هـ، المُوافق 1904 م، و أجازه العلّامة سالم بوحاجب مُفتي المالكيّة بتونس صحيح البُخاري، و كان ذلك عام 1323 هـ، المُوافق 1906 م.
و من أشهر شُيوخه العلّامة مُحمّد النّخلي، و العلّامة محُمّد العزيز بُوعتور، و العلّامة سالم بُوحاجب، و من خيرة رُفقائه العلّامة مُحمّد الخضر حسين الجزائري الأصل، و شيخ الأزهر الشّريف في زمانه.
مكانته العلميّة:
حظي العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور بمكانة علميّة رفيعة المستوى، جعلته يتقلّد عدّة مناصب، منها:
01) ـ شيخ الجامع الأعظم سنة ( 1351 هـ / 1932 م ــــــــــــــــــ 1352 هـ / 1933 م).
02) ـ شيخ الإسلام المالكي سنة ( 1351 هـ / 1932 م).
03) ـ انتخب عُضوًا بالمجمعين:
- مجمع اللُّغة العربيّة بالقاهرة سنة 1369 هـ / 1950 م.
- المجمع العلمي العربي بدمشق سنة ( 1374 هـ / 1955 م).
04) ـ عميد الجامعة الزّيتونيّة سنة ( 1375 ه / 1956 م ــ 1380 هـ / 1960 م).
مُؤلّفاته و آثاره:
لقد كانت للعلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور عدّة تأليفات، منها المطبوعة، و منها الّتي لازالت لم تر النُّور، و أشهر التّأليفات المطبوعة:
01) ـ التّحرير و التّنوير ( و هو تفسير للقُرآن الكريم يحوي خمسة عشر جُزءًا).
02) ـ مقاصد الشّريعة الإسلاميّة ( و هو من أجلّ ما كُتب في علم المقاصد).
03) ـ القلب الجريح بشرح بُردة المديح.
04) ـ قصّة المولد.
05) ـ شرح الاقتضاب.
06) ـ غرائب الاستعمال.
07) ـ أُصول الإنشاء و البلاغة.
08) ـ مُوجز البلاغة.
09) ـ الأمالي على دلائل الإعجاز.
10) ـ تحقيق كتاب الواضح في مشكلات شعر المُتنبّي.
11) ـ تحقيق كتاب سرقات المُتنبّي و مُشكل معانيه.
12) ـ تحقيق كتاب قلائد العقيان و محاسن الأعيان.
13) ـ شرح المُقدّمة الأدبيّة ( و هو شرح مُمتع).
14) ـ أصول النّظام الاجتماعي في الإسلام.
15) ـ أليس الصُّبح بقريب ( و هو كتاب مُفيد و قيّم، عالج فيه أوضاع التّعليم بالزّيتونة، و طُرق العمل على إصلاحها و السّير بالجامع الأعظم إلى أعلى الرُّتب و المصاف).
و له عدّة فتاوى، و تقييدات فقهيّة، و عدّة مُراجعات و تحقيقات حديثيّة، منها مُراجعة و نقد كتاب " فتح الملك العليّ بصحّة حديث باب مدينة العلم عليّ " لأبي الفيض أحمد بن صديق الغُماري ( رحمه الله)، و ختم قوله في هذا الحديث: ( إنّ حال أسانيد هذا الحديث يمنع من إدخاله في حقيقة الصّحيح و حقيقة الحسن ؛ لفُقدان شروطهما فيه، فيدور أمره بين الضّعف و الوضع.) اهـ.
و منها تنبيهات على أحاديث ضعيفة و موضوعة رائجة على ألسنة النّاس، و منها التّحقيق في مُصطلح الحديث القُدسي، و له مقالات أدبيّة و إصلاحيّة.
و أُشير في هذا المقام إلى مُلاحظة مُهمّة ؛ و هي أنّ العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور، و رغم تبحّره في عُلوم اللُّغة، و في عُلوم التّفسير و القراءات، إلّا أنّه كان على جانب كبير و عناية فائقة بالحديث و مُصطلحه و رجاله، و لأدلّ على ذلك تحقيقاته و مُراجعاته و ردوده الحديثيّة، و هذه المُلاحظة تكاد تخفى على الكثيرين(2) .
و لقد أثنى عليه من عُلماء الدّعوة السّلفيّة، الإمامان الجليلان، فضيلة العلّامة مُحمّد البشير الإبراهيمي، و فضيلة العلّامة بكر بن عبد الله أبوزيد، و نقتصر على شهادة العلّامة مُحمّد البشير الإبراهيمي ؛ إذ يقول: ( الأُستاذ الأكبر مُحمّد الطّاهر بن عاشور عَلم من الأعلام الّذين يعدّهم التّاريخ الحاضر من ذخائره ؛ فهو إمام مُتبحّر في العُلوم الإسلاميّة، مُستقلّ في الاستدلال لها، واسع الثّراء من كُنوزها، فسيح الذّرع بتحمّلها، نافذ البصيرة في معقولها، وافر الاطّلاع على المنقول منها، أقرأ و أفاد، و تخرّجت عليه طبقات مُمتازة في التّحقيق العلمي، و تفرّد بالتّوسع و التّجديد لفروع من العلم ضيّقها المنهاج الزّيتوني، و أبلاها الرُّكود الذّهني، و أنزلتها الاعتبارات التّقليديّة دُون منزلتها بمراحل ؛ فأفاض عليها هذا الإمام من رُوحه و أُسلوبه حياة و جدّة، و أشاع فيها مائية و رونقا، حتّى استرجعت بعض قيمتها في النُّفوس، و منزلتها في الاعتبار... ثم يتابع كلامه فيقول: ( هذه لمحات دالّة ــ في الجُملة ــ على منزلته العلميّة، و خُلاصتها أنّه إمام في العلميات، لا يُنازع في إمامته أحد... إلى أن يقول: ( إنّ الّذين يُثيرون في وجهه الغُبار، أو يضعون في وجهته العواثير لمُجرمون. و إنّا ــ إن شاء الله ــ للأستاذ الأكبر في طريقه الإصلاحي لمُؤيّدون و ناصرون.)(3) اهـ.
هذه شهادة ؛ تدلُّ على أنّ الرَّجل كان على كثير من الثّقة و الصّواب، فهو بحقّ علم من أعلام الأمّة الإسلاميّة لا يُدانيه مُدان، و أحد رجالات الفكر و الإصلاح في الشّمال الأفريقي.
وفاته:
تزوّج العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور ابنة نقيب الأشراف بتونس، الفاضل مُحمّد مُحسن، و كان له منها ثلاثةُ بنين و بنتان ؛ منهم العلّامة مُحمّد الفاضل بن عاشور ( مُفتي تونس في وقته). فارق العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور الحياة، و عُمره أربعة و تسعون عامًا، و كان ذلك يوم الأحد 13 رجب الأصبّ 1393 هـ، المُوافق 12 أوت 1973 م، و شُيِّعت جِنازته في موكب شعبي مهيب، و وُري التُّراب في مقبرة الزّلّاج في مدينة تُونس العاصمة.
هذه وقفة تاريخيّة رغم وَجازتها مع هذا العَلم الّذي لم يلق حظّه، كتبها الفقير إلى عفو ربّه أبو مُحمّد سعيد هرماس. و صلّى الله و سلّم على سيّدنا مُحمّد و على آله و صحبه أجمع.
هوامش
1 ـ لقد ذكرت له ترجمة وافية في كتابي القريب الصُّدور "المُحدّثون و جُهودهم في القرنين الرّابع عشر و الخامس عشر الهجريين " .
2 ـ من أشهر كُتب العلّامة مُحمّد الطّاهر بن عاشور في السُّنّة (الحديث ) :
1- تحقيقات و أنظار .
2-كشف المُغطّى من المعاني والألفاظ الواقعة في المُوطّأ .
3-النّظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامعالصّحيح ( للإمام البُخاري ) .
3 ـ آثار الإمام الإبراهيمي ، الجُزء الثّالث ،ص ( 549 ـــ 552 ) .
و كتب أبومُحمّد سعيد هرماس
مواضيع مماثلة
» العلّامة أبو بكر جابر ...مفخرة الجزائر
» العلّامة المُحدّث الكبير أبو إسحاق الحويني
» مُحمّد بنشريفة مُحقّقًا
» الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي كان مُحدِّثًا
» الشّيخ مُحمّد باي بلعالم تُعرِّفه كُـتُبُه
» العلّامة المُحدّث الكبير أبو إسحاق الحويني
» مُحمّد بنشريفة مُحقّقًا
» الشّيخ مُحمّد البشير الإبراهيمي كان مُحدِّثًا
» الشّيخ مُحمّد باي بلعالم تُعرِّفه كُـتُبُه
طريق الجنة :: منتدى الدين الإسلامي :: منتدى الدين الإسلامي :: قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى