حكم تسمية النصارى بـ(المسيحيين)
صفحة 1 من اصل 1
حكم تسمية النصارى بـ(المسيحيين)
حكم تسمية النصارى بـ(المسيحيين)
للشيخ العثيمين رحمه الله
السؤال:
يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة (مسيحية) حتى أنهم لا يميزون بين كلمتَي نصراني ومسيحي، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى: مسيحيين، فبدل أن يقولوا: هذا نصراني، يقولون: هذا مسيحي، فنرجو التوضيح لكلمة المسيحية هذه، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم؟
الجواب:
الذي نرى أن نسمي النصارى بالنصارى كما سماهم الله -عز وجل- وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: اليهود والنصارى؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله: ﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾[المائدة:116] سيقول: ﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ۞ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾... [المائدة:116-117] إلى آخر الآية. سيقول هذا في جانب التوحيد. وإذا سئل عن الرسالة فسيقول: يا رب! إني قلت لهم: ﴿يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف:6]، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه، وللرسالة بَعْدَه -عليه الصلاة والسلام- فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ ولكن أمته كفََرَت ببشارته، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد، فقالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ [المائدة:73]. وقالوا: ﴿الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ﴾ [التوبة:30]. وقالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾[المائدة:17].
نسأل الله العافية.
الحاصل: أني أقول: إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليكونوا عباداً لله، قال الله -تعالى-: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:64].
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [43]
العقيدة > فرق ومذاهب
http://zadgroup.net/bnothemen/upload.../od_043_09.mp3
مواضيع مماثلة
» تسمية الحرام بغير إسمه و تسمية الشرك بغير إسمه
» تحميل كتاب : الطريق الى الحق والبحث عن الحقيقه فى حوار عقلى مع النصارى
» ما هو مصير المسيحيين المُوَحدين أتباع عيسى عليه السلام بعدما رفعه الله إليه ؟
» في تسمية المولود
» تحميل كتاب : الطريق الى الحق والبحث عن الحقيقه فى حوار عقلى مع النصارى
» ما هو مصير المسيحيين المُوَحدين أتباع عيسى عليه السلام بعدما رفعه الله إليه ؟
» في تسمية المولود
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى