نفائس من كلام أهل العلم
صفحة 1 من اصل 1
نفائس من كلام أهل العلم
الحمد لله
************
وسطية أهل السنة
«وأحب أن أوضح هنا - تأكيداً لما ذكرت هناك- أن السلف يفهمون معاني الصفات العامة ويفوضون الكيفية فقط، فليسوا بالمؤولين المحرفين وليسوا بالمشبهين المجسمين ولا بالمفوضين الجاهلين. ولا الواقفين الحائرين، بل هم أصحاب فهم صحيح وفقه دقيق، إذ هم وسط بين هذه النحل المختلفة. ومنهجهم لبن خالص يخرج من بين فرث التشبيه ودم التعطيل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
[«الصفات الإلهية» لمحمد أمان الجامي (365)]
أهل البدع ليسوا علماء
«أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أنّ أهل الكلام أهلُ بدعٍ وزيغٍ، ولا يُعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم».
[«جامع بيان العلم» لابن عبد البر (2/942)]
عدل السلف
«الواجب ـ عند خبر الفاسقِ ـ التثبُّتُ والتبيُّنُ، فإن دلَّتِ الدلائلُ والقرائن على صدقه عُمِل به وصُدِّق، وإن دلَّتْ على كَذِبِه كُذِّب ولم يُعْمَل به، ففيه دليلٌ على أنَّ خبر الصادق مقبولٌ، وخبرَ الكاذب مردودٌ، وخبرَ الفاسق متوقَّفٌ فيه كما ذَكَرْنا؛ ولهذا كان السلفُ يقبلون رواياتِ كثيرٍ مِن الخوارج المعروفين بالصدق ولو كانوا فُسَّاقًا».
[«تيسير الكريم» للسعدي (943)]
خير الأمورِ السالفاتُ على الهدى
«وعند هذا تعلم أنَّ خير الأمور السالفاتُ على الهدى، وشرَّ الأمور المحدثاتُ البدائعُ، وأنَّ الحقَّ الذي لا شكَّ فيه ولا شبهة، هو ما كان عليه خيرُ القرون، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، وقد كانوا ـ رحمهم الله، وأرشدنا إلى الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم ـ يُمرُّون أدلَّةَ الصفاتِ على ظاهرها، ولا يتكلَّفون عِلْمَ ما لا يعلمون، ولا يحرِّفون ولا يؤوِّلون».
[«الفتح الربَّاني» للشوكاني (1/ 255)]
الإسلام مبنيٌّ على التوحيد والاتِّباع
«والإسلامُ هو توحيدُ اللهِ وعبادتُه وحدَه لا شريكَ له، والإيمانُ بالله وبرسولِه واتِّباعُه فيما جاء به، فما لم يأتِ العبدُ بهذا فليس بمسلمٍ وإن لم يكن كافرًا معاندًا فهو كافرٌ جاهلٌ».
[«طريق الهجرتين» لابن القيِّم (411)]
منقبة علماء هذه الأمَّة
«كلُّ أمَّةٍ قبل مبعث محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم علماؤُها شرارُها، إلَّا المسلمين، فإنَّ علماءهم خيارُهم، فإنهم خلفاءُ الرسول مِن أمَّته، والمُحْيُون لِمَا مات مِن سنَّته، فَبِهم قام الكتابُ وبه قاموا، وبهم نطق الكتابُ وبه نطقوا، وكلُّهم متَّفقون اتِّفاقًا يقينًا على وجوب اتِّباع الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنْ إذا وُجِد لواحدٍ منهم قولٌ قد جاء حديثٌُ صحيحٌ بخلافه فلا بدَّ له في تركه مِن عذرٍ...».
[«شرح العقيدة الطحاوية» (2/ 740 ـ 741)]
فساد العلم وفساد الإرادة
قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ: «وأمَّا العلم فآفته عدمُ مطابقته لمراد الله الدينيِّ الذي يحبُّه الله ويرضاه وذلك يكون مِن فساد العلم تارةً، ومن فساد الإرادة تارةً:
ففسادُه من جهة العلم أن يعتقد أنَّ هذا مشروعٌ ومحبوبٌ لله وليس كذلك، أو يعتقد أنه يقرِّبه إلى الله وإن لم يكن مشروعًا، فيظنُّ أنه يتقرَّب إلى الله بهذا العمل وإن لم يعلم أنه مشروعٌ.
وأمَّا فساده من جهة القصد فأن لا يقصد به وجهَ الله والدارَ الآخرة، بل يقصد به الدنيا والخَلْق. وهاتان الآفتان في العلم والعمل لا سبيل إلى السلامة منهما إلَّا بمعرفة ما جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة، وإرادة وجه الله والدار الآخرة في باب القصد والإرادة، فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الإرادة فسد علمُه وعمله».
[«الفوائد» لابن القيِّم (85)]
ليس في الشريعة قشور
«لا يجوز التعبير عن الشريعة بأنها قشرٌ مع كثرة ما فيها مِن المنافع والخيور، وكيف يكون الأمر بالطاعة والإيمان قشرًا؟ وأنَّ العلم الملقَّب بعلم الحقيقة جزءٌ من أجزاء علم الشريعة، ولا يُطلِق مثلَ هذه الألقابِ إلَّا غبيٌّ شقيٌّ قليل الأدب، ولو قيل لأحدهم: «إنَّ كلام شيخك قشورٌ» لأنكر ذلك غايةَ الإنكار، ويُطلِق لفظَ القشور على الشريعة، وليست الشريعةُ إلَّا كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيُعزَّر هذا الجاهل تعزيرًا يليق بمثل هذا الذنب».
[«فتاوى العزِّ بن عبد السلام» (71 ـ 72)]
كمال الدين الإسلامي
«هذه أكبرُ نِعَم الله تعالى على هذه الأمَّة حيث أكمل تعالى لهم دينَهم فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غيرِ نبيِّهم صلواتُ الله وسلامُه عليه؛ ولهذا جَعَله اللهُ خاتَمَ الأنبياء، وبَعَثه إلى الإنس والجنِّ، فلا حلال إلَّا ما أحلَّه، ولا حرام إلَّا ما حرَّمه، ولا دينَ إلَّا ما شَرَعه، وكلُّ شيءٍ أخبر به فهو حقٌّ وصدقٌ لا كَذِبَ فيه ولا خُلْفَ، كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: 115] أي: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلمَّا أكمل الدينَ لهم تمَّت النعمةُ عليهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3] أي: فارْضَوْه أنتم لأَنْفُسكم، فإنه الدِّينُ الذي أحبَّه اللهُ ورَضِيَه وبَعَث به أَفْضَلَ الرسل الكرام، وأنزل به أَشْرَفَ كُتُبه».
[«تفسير ابن كثير» (2/ 12)]
من فارق الدليل ضلَّ عن سواء السبيل
«ومَن أحالك على غيرِ «أخبرنا» و«حدَّثنا» فقد أحالك: إمَّا على خيالٍ صوفيٍّ، أو قياسٍ فلسفيٍّ، أو رأيٍ نفسيٍّ. فليس بعد القرآن و«أخبرنا» و«حدَّثنا» إلَّا شبهاتُ المتكلِّمين، وآراءُ المنحرفين، وخيالاتُ المتصوِّفين، وقياسُ المتفلسفين. ومَن فارق الدليلَ ضلَّ عن سواء السبيل، ولا دليل إلى الله والجنَّة سوى الكتاب والسنَّة. وكلُّ طريقٍ لم يصحبها دليلُ القرآن والسنَّة فهي مِن طرق الجحيم والشيطان الرجيم».
[«مدارج السالكين» ابن القيِّم (2/ 439)]
الاتِّعاظ بالقرآن
«ومَن تدبَّر كلامَه عرف الربَّ عزَّ وجلَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانه وقدرتِه، وعظيمَ تفضُّله على المؤمنين، وعَرَف ما عليه مِن فرض عبادته، فألزم نَفْسَه الواجبَ، فحَذِر ممَّا حذَّره مولاه الكريم، فرَغِب فيما رغَّبه، ومَن كانت هذه صفتَه عند تلاوته للقرآن وعند استماعه مِن غيره كان القرآنُ له شفاءً فاستغنى بلا مالٍ، وعَزَّ بلا عشيرةٍ، وأَنِسَ ممَّا يستوحش منه غيرُه، وكان همُّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها: «متى أتَّعظُ بما أتلو؟»، ولم يكن مرادُه: «متى أختم السورةَ؟»، وإنما مراده: «متى أَعْقِلُ عن الله الخطابَ؟ متى أزدجِرُ؟ متى أعتبر؟»، لأنَّ تلاوة القرآن عبادةٌ لا تكون بغفلةٍ، واللهُ الموفِّق لذلك».
[«أخلاق حَمَلة القرآن» الآجرِّي (10)]
تصحيح الأحاديث بالمعنى دون الإسناد
«لو فُتح باب تصحيح الأحاديث مِن حيث المعنى دون التفاتٍ إلى الأسانيد لَاندسَّ كثيرٌ مِن الباطل على الشرع، ولقال الناس على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما لم يقل، ثمَّ تبوَّءوا مقعدَهم مِن النار والعياذ بالله تعالى».
[«السلسلة الضعيفة» للألباني (4/ 37)]
وصيَّةٌ لطلبة العلم
«اتَّقوا الله، ارحموا عبادَ الله، اخدُموا العلمَ بتعلُّمه ونشرِه، وتحمَّلوا كلَّ بلاءٍ ومشقَّةٍ في سبيله، وليَهُنْ عليكم كلُّ عزيزٍ ولْتَهُنْ عليكم أرواحُكم مِن أجله، أمَّا الأمور الحكومية وما يتَّصل بها فدَعُوها لأهلها، وإيَّاكم أن تتعرَّضوا لها بشيءٍ».
[ابن باديس «الآثار» (3/ 223)]
أساليب أهل البدع
«ومقالة أهل البدع لم تظهر إلَّا بسلطانٍ قاهرٍ، أو بشيطانٍ معاندٍ فاجرٍ، يُضلُّ الناسَ خفيًّا ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه، أو يستميل قلبَه بماله ليُضِلَّه عن سبيل الله؛ حميَّةً لبدعته وذبًّا عن ضلالته؛ ليردَّ المسلمين على أعقابهم، ويفتنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعًا وكرهًا».
[«شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة والجماعة» للالكائي (1/ 15)]
كثرة الكلام لا تدلُّ على العلم
«وقد فُتن كثيرٌ مِن المتأخِّرين بهذا فظنُّوا أنَّ مَن كثر كلامُه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلمُ ممَّن ليس كذلك، وهذا جهلٌ محضٌ، وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكرٍ وعمر وعليٍّ ومعاذٍ وابن مسعودٍ وزيد بن ثابتٍ كيف كانوا؟ كلامهم أقلُّ مِن كلام ابن عبَّاسٍ وهم أعلمُ منه، وكذلك كلام التابعين أكثرُ مِن كلام الصحابة والصحابةُ أعلمُ منهم، وكذلك تابِعو التابعين كلامُهم أكثرُ مِن كلام التابعين والتابعون أعلمُ منهم، فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال، ولكنَّه نورٌ يقذف في القلب يفهم به العبد الحقَّ ويميِّز به بينه وبين الباطل، ويعبِّر عن ذلك بعباراتٍ وجيزةٍ محصِّلةٍ للمقاصد».
[«فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب (5)]
مكانة العلماء
«فما ظنُّكم ـ رحمكم الله ـ بطريقٍ فيه آفاتٌ كثيرةٌ، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلةٍ ظلماءَ، فإن لم يكن فيه مصباحٌ وإلَّا تحيَّروا، فقيَّض الله لهم فيه مصابيحَ تُضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثمَّ جاءت طبقاتٌ مِن الناس لا بدَّ لهم مِن السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبَقُوا في الظلمة فما ظنُّكم بهم؟ هكذا العلماء في النَّاس، لا يعلم كثيرٌ مِن الناس كيف أداءُ الفرائض، وكيف اجتنابُ المحارم، ولا كيف يُعْبَد اللهُ في جميع ما يَعبده به خَلْقُه، إلَّا ببقاء العلماء، فإذا ماتَ العلماء تحيَّر الناس، ودرس العلمُ بموتهم وظهر الجهل، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، مصيبةٌ ما أعظمَها على المسلمين».
[«أخلاق العلماء» للآجرِّي (29)]
فائدةٌ في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
«علَّق سبحانه الهدايةَ بالجهاد، فأكملُ الناسِ هدايةً أعظمُهم جهادًا، وأفرضُ الجهادِ جهادُ النفس وجهادُ الهوى وجهادُ الشيطان وجهادُ الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعةَ في الله هداه الله سُبُلَ رضاه الموصِلةَ إلى جنَّته، ومن ترك الجهادَ فاته مِن الهدى بحسب ما عطَّل مِن الجهاد، قال الجنيد: والذين جاهدوا أهواءَهم فينا بالتوبة لنهدينَّهم سُبُلَ الإخلاص، ولا يتمكَّن مِن جهاد عدوِّه في الظاهر إلَّا مَن جاهد هذه الأعداءَ باطنًا، فمن نُصر عليها نُصر على عدوِّه، ومن نُصرت عليه نُصر عليه عدوُّه».
[«الفوائد» لابن القيِّم (59)]
منقول من منتدى التصفية و التربية
مواضيع مماثلة
» كلام أهل العلم عن الإمساك قبيل أذان الفجر بربع ساعة أو عشر دقائق
» تفسير آية الكرسي لجمع من أهل العلم
» أبيات في المجاهدة وتحمّل الأذى في طلب العلم
» كيف يجتهد طالب العلم
» ما أسباب الفتور في طلب العلم
» تفسير آية الكرسي لجمع من أهل العلم
» أبيات في المجاهدة وتحمّل الأذى في طلب العلم
» كيف يجتهد طالب العلم
» ما أسباب الفتور في طلب العلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى