سحر البيان في بلاغة القران في آية((واختار موسى قومَه سبعين رجلا لميقاتنا))لماذا حذف حرف الجر(من)؟
صفحة 1 من اصل 1
سحر البيان في بلاغة القران في آية((واختار موسى قومَه سبعين رجلا لميقاتنا))لماذا حذف حرف الجر(من)؟
سحر البيان في بلاغة القران في اية((واختار موسى قومَه سبعين رجلا لميقاتنا))لماذا حذف حرف الجر(من)؟موضوع رقم(13)
نلاحظ هنا أن حرف الجر(من)قد حُذف من الاية،والتقدير((واختار موسى من قومه سبعين رجلاً لميقاتنا)) ولمعرفة سبب الحذف لا بد من الوقوف على الامور التالية: 1-جاء اختيار موسى -عليه السلام- لسبعين رجلا من قومه،بعد أن عبدوا العجل في أثناء غيبته عنهم،وإنابة اخيه هارون عنه فيهم((وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين))الاعراف(142) ولما أخبره الله تعالى عما فعله السامريُّ بهم رجع إليهم غضبان أسفاً ،قال تعالى البيان بلاغة القران(موضوع رقم13):لماذا الجر اية(واخار موسى قومه(فرجع إلى موسى إلى قومه غضبان أسفا))طه(86)،وقال تعالى على لسانه معنفا قومهالبيان بلاغة القران(موضوع رقم13):لماذا الجر اية(واخار موسى قومه(قال بئس ما خلفتموني من بعدي))ثم ألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه وعاقب السامري ولام على قومه فعلتهم الشنيعة،ثم اختار منهم سبعين رجلا من كبرائهم،واشرافهم ليذهبوا معه إلى حيث يُكلمه ربه في المكان المقدس(جانب الطور الأيمن)وهناك يتضرعون إلى الله تعالى مع نبيهم لعله يتوب عليهم ،ولما وصل بهم إلى المكان كانت المفاجاة حيث دخلوا في معصية أخرى حين قالوا،قال تعالى((وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون))البقرة(55).والايات التالية تبين الموقف بجلاء قبل وبعد قال تعالى في سورة الاعراف:
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)}
2-تتضح المسألة أكثر عندما يدخل النحو في التفسير،فنقول في إعراب (قومَه):مفعول به منصوب على نزع الخافض
أما إعراب(سبعين)فهو :بدل من(قومه) منصوب،والبدل من التوابع يتبع ما قبله في الحكم أي يشترك معه ،بحيث يكون البدل والمبدل منه شيء واحد،غير أن البدل يكون هو المقصود،على نحو قوله تعالىالبيان بلاغة القران(موضوع رقم13):لماذا الجر اية(واخار موسى قومه(اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمت عليهم)) الفاتحة ف(صراط الذين انعمت عليهم)بدل من(الصراط المستقيم)وهو المقصود،وعلى نحو قوله تعالى على لسان فرعونالبيان بلاغة القران(موضوع رقم13):لماذا الجر اية(واخار موسى قومه(وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الاسبابَ أسبابَ السماء فاطلع إلى إله موسى)) (36) غافر،ف(أسباب السماء) بدل من( الاسباب )،وعلى نحو((فأخرج لهم عجلاً جسداً له خوار)) طه(88)ف(جسداً )بدل من(عجلاً) وهو المقصود.وهكذا البدل. وبناء على ذلك فإن حذف (من) جاء في قمة البلاغة لأنه لو ذكرها وهي أصلا(للتبعيض)لتبادر إلى الذهن أن سيدنا موسى-عليه السلام-لم يكن موفقا في الاختيار ،أو انه لم يختر أفضلهم-وحاشاه ذلك- وقد دفع الله تعالى ذلك عن نبيه حين أسقط حرف الجر الذي يفيد التبعيض الذي يحتمل وجود من هم أفضل من ال(سبعين)المختارين في القوم،فجاء البدل في قمة البلاغة حيث إن ال(سبعين) البدل،و(قومَه)المبدل منه شيء واحد، فباقي القوم ليسوا بأفضل من ال(سبعين)حالاً فهم على شاكلتهم ،ولما كان البدل كما أسلفنا هو المقصود فإن ال(سبعين) هم رأس القوم،وأشرافهم ،وقد فعلوا ما فعلوا في غياب نبيهم،وعصوا ، ثم طلبوا ما طلبوا عند التوبة وتمادوا بحضور نبيهم،فكيف بالبقية؟ ولما وقع(قومَه)مفعولا به ليدل على أنه اختار كل القوم ضمنا للتوبة ،لأن المفعول به يقع عليه فعل الفاعل والفاعل موسى-عليه السلام-
وهذا ليس غريبا على قوم موسى-عليه السلام-فيما كانوا عليه من التردي والإنحدار واتباع الهوى ،فقد خذلوه لما طلب منهم أن يدخلوا الأرض المقدسة،فلم يستجب له أحد حتى قال،قال الله تعالى على لسانه((قال رب إني لا املك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الكافرين)) المائدة(25) كما أخزوه لما طلبوا منه أن يجعل لهم إلها حين مروا على قوم يعبدون الاصنام بعد أن نجاهم الله تعالى من عدوهم فرعون قال تعالى((وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم الهة قال إنكم قوم تجهلون ))الاعراف(138) ،وقوله لهم في موقف اخر((قال يا قوم أتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير)) البقرة(61)وهذا رده عليهم لما قالوا قال تعالى على لسانهم((وقالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد)) وقصة البقرة شاهدة على سوء ظنهم ، وكثرة سؤالهم ،وفساد حالهم ،وقد رفع الله تعالى فوقهم جبل الطور- بعد أن أحياهم لما أخذتهم الصاعقة -حتى يظلوا على طاعة الله ونبيهم قائمين يخشون أن يسقط عليهم الجبل -الذي طلبوا عنده رؤية الله تعالى-إن نكنثوا العهد،قال تعالى ((وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوق واذكروا ما فيه لعلكم تتقون))البقرة (63)كما انهم لم يتورعوا أن يتهموا نبيهم بتهم كبيرة لا تليق بالأنبياء والمرسلين نخجل من ذكرها من مثل:،قتله لأخيه وبأن في جسمه نتوءات،وسلطوا عليه إحدى البغايا،مما يطول شرحه ...الخ ((يا أيها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها))الاحزاب(69) .
حُقَّ لسيدنا موسى -عليه السلالم-أن يكون من أولي العزم من الرسل لما صبر عل قومه عليه وعلى أنبياء الله والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم
.
مواضيع مماثلة
» البيان المرصع شرح القواعد الأربع
» اعجاز القرآن في بلاغة اللغة (الفرق بين استطاعوا و اسطاعوا..تسطع و تستطع)
» قصة موسى مع فرعون
» طرق تساعد في ختم القران خلال شهر رمضان أكثر من مرة
» من صحيح القصص النبوي ( قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ) .
» اعجاز القرآن في بلاغة اللغة (الفرق بين استطاعوا و اسطاعوا..تسطع و تستطع)
» قصة موسى مع فرعون
» طرق تساعد في ختم القران خلال شهر رمضان أكثر من مرة
» من صحيح القصص النبوي ( قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ) .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى