أخي المسلم: لا تُخْدَعنَّ عن الحديث وأهله ..
صفحة 1 من اصل 1
أخي المسلم: لا تُخْدَعنَّ عن الحديث وأهله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتواتر : (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من ناوأهم( وفي رواية : خالفهم) حتى تقوم الساعة (وفي لفظ : حتى يأتي أمر الله) وهم على ذلك ))
وفي بعض الطرق: (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى تقوم الساعة )) .
قال علي بن المديني: هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبّون عن العلم. لولاهم، لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن.
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن معنى هذا الحديث فقال: إن لم يكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث؛ فلا أدري من هم؟.
قال الحاكم : «لقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يُرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ومنعوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين».
قال يزيد بن هارون: إن لم يكونوا أصحاب الحديث؛ فلا أدري من هم؟
وقال البخاري : يعني أصحاب الحديث.
وذكر ابن المبارك هذا الحديث فقال : هم عندي أهل الحديث.
وقال: أثبت الناس على السراط أصحاب الحديث.
قال أحمد بن سنان: هم أهل العلم وأصحاب الآثار.
قيل لحفص بن غياث: ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه؟ قال : هم خير أهل الدنيا.
وقال أبو بكر بن عياش : إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس.
قال الحاكم معلقاً : «ولقد صَدَقا جميعاً أن أصحاب الحديث خير الناس، وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد ... فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تَعَلُّمُ السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم ».
قال الترمذي: «كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبدالله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبدالله! ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال : أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أبو عبدالله وهو ينفض ثوبه، فقال : زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت».
وكان أحمد بن سنان القطان يقول: «ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يُبْغِضُ أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل؛ نُزِعَ حلاوة الحديث من قلبه».
قال أبو عبدالله الحاكم: «وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينتسب إلى نوع من الإلحاد والبدع، لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلاَّ بعين الحقارة، ويسميها الحشوية».
وقال شيخ الإسلام أَبو عثمان إِسماعيل الصابوني رحمه الله : «وعَلاماتُ أَهلِ البدَعِ عَلى أَهلها بادية ظاهرة، وأَظهرُ آياتهم وعَلاماتهم شدَةُ مُعاداتهم لحمَلة أَخبار النبِيِّ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واحتقارهم لهُم، وتَسميتهم حَشويَّة، وجَهلة، وظاهرية، ومُشبهة».
وقال قتيبة بن سعيد: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنَّة.
قال ابن حبان في صحيحة : « كتاب العلم : ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة » . ثم أورد حديث (( لا تزال طائفة من أمتي ... ))
وقال الحافظ الأصبهاني في كتابه "الحجة في بيان المحجة" : «ذكر أهل الحديث وأنهم الفرقة الظاهرة على الحق إلى أن تقوم الساعة».
قال محدث العصر الإمام الألباني: «وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث، ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي :
أولاً : أنَّ أهل الحديث هم بحُكْمِ اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم- وهديه وأخلاقه وعزواته وما يتصل به -صلى الله عليه وسلم- .
ثانياً : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول، ولكل مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها، وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له، ويتمسك بكل ما فيه؛ دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلَّده؛ فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة والأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر؛ فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل ولا بد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى .
وليس على هذا أهل الحديث؛ فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده في أي مذهب كان، ومن أي طائفة كان راوية، ما دام أنه مسلم ثقة، حتى لو كان شيعيّاً أو خارجيّاً أو قدريّاً، فضلاً عن أن يكون حنفيّاً أو مالكيّاً أو غير ذلك .
وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله : أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا جاءكم الحديث صحيحاً؛ فأخبرني حتى أذهب إليه، سواء كان حجازيّاً أم كوفيّاً أم مصريّاً.
فأهل الحديث حشرنا الله معهم لا يتعصبون لقول شخص معين، مهما علا وسما، حشا محمداً - صلى الله عليه وسلم-؛ بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى الحديث والعمل به؛ فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نهوهم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم!
فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية، بل والأمة الوسط الشهداء على الخلق» .
قال الحافظ الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث": « قد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة. فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته. أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته. إذا اختلف في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به، فهو المقبول المسموع.
ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ متقن، وخطيب محسن. وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم. وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر. من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذلهم الله. لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير ».
أهل الحديث هم أهل النبي وإن **** لم يصحبوا نفسه، أنفاسه صحبوا
قال الحافظ أبو عثمان الصابوني في الاعتقاد: لا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أهل الحديث.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى