القاضي عبد المُحسن العبيكان

اذهب الى الأسفل

القاضي عبد المُحسن العبيكان Empty القاضي عبد المُحسن العبيكان

مُساهمة من طرف Admin الإثنين نوفمبر 21, 2016 2:34 am


القاضي عبد المُحسن العبيكان
... لقد عرفته مُنذ ما يقرب من اثنتي عشرة سنة(1) ؛ عندما رأيته و سمعته عبر الفضائيات، يتكلّم و يُحاضر و يُجيب على الأسئلة المُوجّهة إليه، في مناحٍ شتّى، بثقة و رباطة جأش متينة، تعلوها قُوّة فهم و سبر و إدراك و غور، و سعة اطّلاع و بحث و تحقيق و تمحيص، ثمّ قرأت له بعض ما نشره من كُتب و أبحاث، في الشّريعة (عقائد و مناهج و أحكاما)، و في فنونها (حديثا و تفسيرا و فقها و أصولا و غيرها)، فتوثّقت معرفتي العلميّة به، و تأكّدت نظرتي عليه، و حقّت الصّفات الّتي وصفتها به آنفا ...

إنّه العلّامة الأُصوليّ النّظّار الفقيه المُبهرج المُفسّر المُقرئ المُجيد صاحب الصّوت الحنون عبد المُحسن بن ناصر بن عبد الرّحمان آل عبيكان (العبيكان) آل عمران العنزي الطّائفي السُّعودي . ولد خلال سنة 1372 هـ / 1953 م، بمدينة الطّائف، بالمملكة العربيّة السُّعوديّة . انضمّ إلى التّعليم الحُكومي السُّعودي باكرا، و تدرّج عبر مراحله المعروفة، من الابتدائي إلى المُتوسّط إلى الثّانوي، و خلال المرحلة الأخيرة أتمّ حفظ القُرآن حفظا مُتقنا، و تلقّى أحكام نُطقه و تجويده من الشّيخ مُحمّد مخدوم البُخاري، و الشّيخ مُحمّد سكّر، و عبد البارئ مُحمّد، على فترات، الأُولى بالمسجد الحرام بمكّة المُكرّمة، و الثّانية و الثّالثة بالرّياض، ثمّ ولج كُلّيّة الشّريعة بمكّة و مكث فيها أربعة أشهر، ليحول بعدها وجهته إلى كُلّيّة الشّريعة بالرّياض، حيث أنهى مرحلته الجامعيّة الأُولى بامتياز.

و بالمُوازاة مع ذلك تلقّى العُلوم الشّرعيّة المُختلفة، من لدن عُلماء أكفاء ؛ فقد جلس إلى دُروس العلّامة عبد الله بن مُحمّد بن حميد الّذي كان يُحبّه و يُعظمه، و سمع على علّامة زمانه عبد العزيز بن عبد الله بن باز غير ما مرّة، و لازمه و أفاد عنه، و حضر على الشّيخ عبد العزيز بن صالح المُرشد مجالس عديدة .

و من جُملة الفنون الّتي قرأها عليهم و على غيرهم من أهل العلم، النّحو و الصّرف و البلاغة و الخطابة و المُصطلح و الأصولان(2) و التّفسير و الفقه الحنبلي و الفرائض، و غيرها . و قد واصل مشواره العلمي الشّرعيّ بالمُطالعة و القراءة الفرديّة، و كان انتفاعه بها(3) أحسن و أوفر .

و من تصانيفه :
01) ـ غاية المرام شرح مُغني ذوي الأفهام . (40 مُجلّدا) . في الفقه المُقارن .
02) ـ العُدّة شرح العُمدة .
03) ـ أخصر المُختصرات .
04) ـ الصّارم المشهور على من أنكر حلّ السّحر بسحر عن المسحور .
05) ـ خوارج العصر .
06) ـ الخوارج و الفكر المُتجدّد .
07) ـ حُكم مُظاهرة المُشركين .
08) ـ تأمّلات في قول الله تعالى : ((و لا تقتلوا أنفسكم)) . النّساء / 29 .
09) ـ تأمّلات في قول الله تعالى : ((أخرجوا المُشركين من جزيرة العرب)) (4)
10) ـ تفسير القُرآن الكريم (ثلاثة أرباع منه) .

و له مجموعة مقالات و رُدود علميّة، مُختلفة الفحاوى، نُشرت عبر الصُّحف و المجلّات، و عدّة أشرطة سمعيّة ؛ شرح فيها متن الورقات، و الطّحاويّة، و الواسطيّة، و بُلوغ المرام، و عُمدة الأحكام، و منار السّبيل، و الرّوض المُربع، و كشّاف القناع، و كتاب الاعتصام، و زاد المعاد، و الرُّوح، و البداية و النّهاية، و صحيح مُسلم، و سُنن التّرمذي، و نيل الأوطار، و سيرة ابن هشام . و له المُصحف المُرتّل بصوته لصلاة التّراويح لعام 1410 هـ / 1990 م، و تعاليق على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة (قدّس الله رُوحه و أنار ضريحه) . و قد شارك في العديد من المُؤتمرات و النّدوات الإسلاميّة، داخل و خارج المملكة العربيّة السُّعوديّة، و له اجتهادات مُعاصرة، في أحوال القضاء، و ما يتعلّق به، و و في مسائل فقهيّة مُهمّة، تمسّها الحاجة ؛ كحكم التّأمين التّجاري، و سفر المرأة بدون محرم، و كيف تُعرّف الضّالة في هذا الزّمن، و هل العقل في القلب بعد أن عُرفت زراعة القلب (طبيعي أو صناعي)، و حُكم زراعة الشّعر، و حُكم العرضة و الطُّبول، و حكم اقتداء المأموم بالإمام مع بُعد المسافة أو وُجود حائل، و متى يتعيّن الجهاد، و غيرها من المسائل و الأمور .

أمّا عن علاقته بالقضاء الشّرعي، فهي قويّة و متينة، مبنيّة على علم و رجاحة عقل، ميّزته عن مُعاصريه من أهل العلم، و أعطته مكانة مرموقة بين القُضاة و من على شاكلتهم، و تعود إلى سنة 1395 هـ / 1975 م ؛ حين عُيّن مُلازما قضائيّا، بالمحكمة الكُبرى بالرّياض، ثمّ رُقّي ــ بعد شهرين ــ إلى رُتبة قاض بالاستثناء، و بعد مُدّة من الطّلب و المُمارسة العقليّة و الفعليّة، صار قاضيا بمحكمة السّيل الكبير، و في سنة 1399 هـ / 1979 م كُلّف بالقضاء بالمحكمة الكُبرى بالرّياض، و بالتّوازي مع ذلك اُنتدب للتّدريس بالمعهد العالي للقضاء، حيث أفاد، و أبدى اجتهادات طيّبة في شُؤون القضاء المُتغيّرة منها ؛ مُلائمة و مُسايرة لأحوال و صوارف الزّمن . و لكفاءته العلميّة و الأدائيّة اُختير سنة 1413 هـ / 1992 م مُفتّشا قضائيا بوزارة العدل، و لنفس الكفاءة الّتي تحلّى بها، و الخبرة اكتسبها، أصبح مُستشارا بوزارة العدل بأعلى رُتبة، و عُضوا بمجلس الشُّورى السُّعودي، سنة 1426 هـ / 2005 م، و بعد أربع سنوات (1430 هـ / 2009 م) عُيّن مُستشارا لدى الدّيوان الملكي، برُتبة وزير، ثمّ تنحّى بعدة فترة .....

أمّا عن إمامة النّاس و الخطابة فيهم و التّدريس لهم، فكان له فيها حظٌّ كبير و لا يزال، بداية من مسجد والده ناصر بالطّائف، إلى مسجد عمّه مُحمّد بن عبد الرّحمان، بطريق البديعة بالعاصمة الرّياض، إلى مسجد الجوهرة، بشارع الإمام فيصل بن تُركي، بالعاصمة المذكورة، الّذي لا يزال به إلى يوم النّاس هذا.

و من أبرز البرامج التّلفزيونيّة، في القنوات السُّعوديّة الرّسميّة، الّتي شارك فيها، و أفاد فيها كثيرا ؛ برنامج فتاوى، و برنامج قضايا مُعاصرة (5)، و برنامج الحوار الغائب، و غيرها، و هُو هذه الأيّام مُنكفئ على نفسه، مُنصرفٌ لأعماله العلميّة و الدّعويّة، مُشتغلٌ بها اشتغالا أبعده عن الأضواء، و صرفه عن الإعلام المرئي، مع تواصله الدّائم مع طلبة العلم و الباحثين و المُهتمّين و المُستفتين، عبر شبكة النّتّ ؛ في الدُّروس و الشُّروح و الفتاوى و الآراء و الرُّدود . وفّقه الله . هذا تنويهٌ و تعريفٌ يسيرٌ لهذه الشّخصيّة العلميّة الكبيرة ؛ إحدى مراجع السُّنّة في هذا العصر، يُوفّي المُراد ــ إن شاء الله ــ و سيتبعه تعريفٌ آخر لها مُوسّعٌ في قابل الأيّام .
و الله يتولّى السّرائر و هُو العليم الخبير . و صلّى الله و سلّم على سيّدنا مُحمّد و على آله الطّيبين و صحابته الغُرّ الميامين .

هوامش
1 ــ تحديدا من بداية رجب الأصمّ 1426 هـ ، المُوافق أوت 2005 م . 2 ـ أُصول الحديث و أُصول الفقه .
3 ـ و يصلح منها ، و الأصوب ما ذكرنا ( بها )؛ لأنّ القراءة و المُطالعة وسيلتان . و الله أعلى و أعلم . 4 ـ رواه أحمد و البُخاري و مُسام و غيرهم .
5 ـ هذا البرنامج تحديدا أبان فيه عن مقدرته الأُصوليّة، و تذوّقه الفقهي، و اطّلاعه على فتاوى المُتقدّمين، و بخاصّة منها المُتعلّقة بالمذهب الحنبلي، و عن شدّة إعجابه بالإمام العلم شيخ الإسلام ـــ باتّفاق ـــ ابن تيميّة ( قدّس الله رُوحه و أنار ضريحه ) ... كما أظهر فيه ــ اجتهادا منه و قد بلغ رُتبة علميّة تسمح له بذلك ــ مُخالفة واضحة لكثير من الفتاوى، و ما استقرّ عليه العمل ( الفُتيا ) ، عند الكثير من المذاهب الفقهيّة السُّنّية المُعتبرة ... و فيه أيضا ردّ على الرّوافض و على الصّفويين الجُدد ، و على جماعة التّكفير و الهجرة ، و على جماعة التبديع والهجرة ، و على غيرها من الجماعات الّتي خالفت السّواد الأعظم من الأمّة الإسلاميّة المرحومة بإذن الله . و الله أعلى و أعلم .


و كتب أبو مُحمّد سعيد هرماس
طريق الجنة المدينة في 12 صفر الخير 1438 هـ، المُوافق 12 نُوفمبر 2016 م

Admin
Admin

المساهمات : 2275
تاريخ التسجيل : 12/11/2016

https://theparadise-road.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى