الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة

اذهب الى الأسفل

الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة Empty الخضر عليه السلام. أسطورة أهل الخرافة

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 18, 2016 4:13 pm


بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

يعرف الصوفية بمصطلحاتهم الغامضة و كثرة دندنتهم حول الأسرار و الغيبيات, و يشتد خطرهم حين يستعملون مصطلحات شرعية بغية حملها على معان باطلة, فيحصل لبس كبير و فساد عريض.
و في هذا الموضوع إن شاء الله نتعرض إلى شخصية محورية في الفكر الصوفي كانت بابا أدخلوا من خلاله طواما و كفريات كثيرة ألا وهو الخضر
و إذا أردنا معرفة حقيقة الخضر عليه السلام في القرآن الكريم فإننا نجدها في سورة الكهف
من قوله
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)
إلى قوله تعالى (وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً).
و هي قصة يعرفها اكثر الناس ملخصها أن موسى عليه السلام سئل -كما ثبت في الحديث- أي الناس أعلم فقال انا فعاتبه ربه فأمره ان يسير حتى يلقى عبدا هو
أعلم منه. و المقصود أن الخضر عليه السلام كان على علم لم يعلمه موسى و موسى عليه السلام على علم لم يعلمه الخضر و هذه القصة كانت فائدة إلهية
لبيان سعة علم الله .

إنحرافات الصوفية

أولا: تمسكهم بقول من قال إن الخضر ولي و ليس نبي و الصواب غير ذلك لقوله (وما فعلته عن أمري) كما أن قتل النفس لا يكون بمجرد الظن و هذا معلوم. فلا شك أنه وحي أوحي إلى الخضر عليه السلام.
وهذا الباب قد فتح عليهم من الشر ما الله به عليم إذ قالو منه بالعلم اللدني و العلم الباطني و أن هذا العلم خاص بأهل الحقيقة دون أهل الشريعة و أنه موهوب له من الله بغير وحي الأنبياء وأن هذه العلوم تنزل إلى جميع الأولياء في كل وقت قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته، وأن هذه العلوم أكبر وأعظم من العلوم التي مع الأنبياء، بل وعلوم الأنبياء لا تدانيها ولا تضاهيها، فكما أن الخضر وهو وليّ فقط في زعمهم كان أعلم من موسى فكذلك الأولياء من أمة محمد هم أعلم من محمد صلى الله عليه وسلم, وهذا القول الأخير إنما هو موجود عند المتفلسفة أما سائر الصوفية فهم يغلون في محمد عليه الصلاة و السلام غلوا كبيرا ، والولي عندهم عالم بالحقيقة الصوفية، وعلماء الحقيقة أعلم من علماء الشريعة، وزعموا كذلك أن الخضر يلتقي بالأولياء ويعلمهم هذه الحقائق ويأخذ لهم العهود الصوفية، وأن الحقائق الصوفية تختلف عن الحقيقة المحمدية ولذلك فلكل ولي شريعته المستقلة فما يكون معصية في الشريعة كشرب الخمر والزنا واللواط، قد يكون* حقيقة صوفية وقربة إلى الله حسب العلم الباطني، وكذلك في أمر العقائد ومسائل الإيمان فلكل ولي كشفه الخاص، وعلمه الخاص اللدني الذي قد يختلف عن الوحي النبوي..

و هذه الأقول طبعا هي زندقات وخرافات و لكنها سلعة راجت على الغوغاء و الجهلة من الناس

ثانيا: قولهم إن الخضر حي إلى يوم الناس هذا و أنه يحضر حضرات الصوفية و يعلم الناس و غير ذلك و هذا أيضا هذيان يرد عليه بقوله
صلى الله عليه و سلم " ما من نفس منفوسة ، اليوم ، تأتي عليها مائة سنة ، وهي حية يومئذ " مسلم
الخضر لو افترضنا أنه عاش إلى زمن الرسول عليه الصلاة و السلام فهو داخل في الحديث لا محالة و قد رد الامام ابن كثير هذه المقالة ردا جيدا
في كتابه البداية و النهاية.
و كيف يكون هذا القول صحيحا و هو ليس عليه ادنى دليل, وأين كان عن شهود غزوة بدر وأحد والخندق والمواقع، وكيف لم يلتق قبل ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم و يتشرف بصحبته.
يبدو أن أول من افترى القصة الصوفية للخضر هو محمد بن علي بن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي والمتوفى في أواخر القرن الثالث الهجري -فالترمذي هذا يقول في كتابه ختم الولاية يقول في جوابه عن علامات الأولياء: "وللخضر عليه السلام، قصة عجيبة في شأنهم وقد عاين شأنهم في البدء ومن وقت المقادير فأحب أن يدركهم، فأعطى الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر مع هذه الأمة وفي زمرتهم، حتى يكون تبعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل، وذي القرنين، وكان على مقدمة جنده، حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها الخضر، في قصة طويلة.
وهذه آياتهم وعلاماتهم. فأوضح علاماتهم ما ينطقون به من العلم وأصوله.
قال له قائل: وما ذلك العلم؟
قال: علم البدء، وعلم الميثاق، وعلم المقادير، وعلم الحروف.
فهذه أصول الحكمة وهي الحكمة العليا. وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء، ويقبله عنهم من له حظ من الولاية" (ختم الولاية ص362)
وفي هذا النص يزعم مجرد زعم بلا أدنى دليل أو علم أن الخضر هذا عاين منذ بدء الخليقة أمور الأولياء وعرفهم منذ كتابه المقادير وأحب -في زعم الترمذي- أن يدرك هؤلاء الأولياء، فأعطى الحياة حتى يبلغ أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
وأما هو أي الخضر فكان في قرن إبراهيم أي وجد في زمانه.. وزمن ذي القرنين.. فهذا جهل و قول بغير علم. لا يقوم على أدنى دليل إلا الكذب والبهتان.. ثم يستطرد في بهتانه فيزعم أن ذا القرنين كان يسافر ليصل إلى عين الحياة التي من شرب منها فلا يموت أبداً فلم يستطع الوصول إليها ولكن الخضر وصل إليها..
وهذا بالطبع منقول بعضه من تخريف اليهود وافتراءاتهم أن آدم لما خلقه الله في الجنة أكل من شجرة المعرفة فأصبح كالله يعلم الخير والشر، ثم خاف الله منه أن يأكل من شجرة الحياة فيحيا أبداً ولا يموت فلما خاف الله من ذلك طرده من الجنة من أجل ذلك.. (انظر التوراة الإصحاح الثالث).

يتبع إن شاء الله

Admin
Admin

المساهمات : 2275
تاريخ التسجيل : 12/11/2016

https://theparadise-road.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى