ما هو الأصل في الدعوة إلى الله الرفق أم الشدة؟

اذهب الى الأسفل

ما هو الأصل في الدعوة إلى الله الرفق أم الشدة؟ Empty ما هو الأصل في الدعوة إلى الله الرفق أم الشدة؟

مُساهمة من طرف Admin الخميس نوفمبر 17, 2016 6:27 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


العنوان:ما هو الأصل في الدعوة إلى الله الرفق أم الشدة؟وكيف نتعامل مع أهل البدع؟
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري


السؤال:
أحسن الله إليكم، يقول السائل
:
ما هو الأصل في الدعوة إلى الله؟ الرِّفق أم الشِّدة؟ وكيف نتعامل مع أهل البدع؟
علمًا أنهم كانوا أصدقاءنا ويَمْشُونَ على منهج أهل السُّنة ولكن فَتَنَتْهُمْ الأموال.

الجواب:
الأصل فيما تَضَمَّنَتْه آية النَّحل، قوله تعالى:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
ما الحكمة؟ هي وضع الشيء في موضعه، فقد يحتاج الأمر إلى شِدَّة، وهذا حال الرد والمُخَاصَمَة، وقد يحتاج إلى رِفْق
ذلك بحسن الخطاب، والبيان، والتجرية للأمر، وبالحكمة: التفريق بين الداعية إلى البدعة وغير الداعية إلى البدعة، وقد ذكرنا
ذلك في مُسْتَهَلِّ هذه الأسئلة أو أثناء الدرس، المُجَادَلة حينما يظهر أنَّ الرجل لَيِّن ويُحِبُّ الخير تجادله بالحُسْنى؛ بيان الباطل
فيما يعتقده وما يدعو إليه، وبيان أنَّ الحق خلاف بالدَّليل مع لين الخطاب.

يذكرون من الطرائف أنَّ هارون الرشيد - على ما أظن- دَخَلَ عليه رجل من المُهَوِّسين ما عنده حكمة، قال: يا أمير المؤمنين
ائذن فإني واعظك ومُشَدِّدٌ عليك في الموعظة - وبعضهم يقول أنَّه أبو جعفر المنصور-
قال: "سبحان الله! قال الله لموسى وهارون:﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا﴾ فأنا يا أخي لست بأشد من فرعون، وأنتَ لست
بأعلم من موسى"
فاسْتَدَلَّ على وجوب تليين الخطاب من هذا الواعظ الثَّائِر الهائج المسكين، اسْتَدَلَّ عليه بأنَّ الله
أَمَرَ باللِّين، وهذا حال ما ينفع هو اللين.

والرَّدُّ - يعني أسلوب الرَّد - إلى الشدة أقرب،لكن يجب أن يُنَزَّه عن السب والشتم والتعيير؛الردُّ العلمي هو المَبْنِي على
الأصول من الكِتَاب والسُّنَّة الصحيحة وعلى وفق فهم السَّلف الصالح
، كيف فهم السَّلف الصالح المعاملة، وكيف
فَهِموا تطبيق الكتاب والسُّنَّة؛ فإنَّ سيرتهم - رحمهم الله - تطبيقٌ عمَلي على فَهْمِ الكتابِ والسُّنَّة، السَّلف الصَّالح أساسهم
الصحابة ثُمَّ من كان على نهجهم مُتَّبع بإحسان؛ هذا هو الرَّد.

وهذا الرَّد - الذي هذا وصفه - يكتسب الرَّاد منه واحًدا من ثلاثة أمور، أو أربعة:
- الأمر الأَوَّل: هداية المُخالف، وقبول المُنْصِف من أتباعه حَتَّى لو لم يقبل الرد، لكنه لا يستطيع أن يَتَكَلَّم بشيء؛ ماذا يقول
حِيَال كتاب وسُنَّة وقول عالم سُنِّي وسلف؟!

- الثَّاني: الحيلولة بين الأُمَّة وهذا المُبتدع؛ فإنَّ من أراد الله به الخير يُفْقَه ويعلم أنَّ الرَّاد ليسَ لَهُ غاية في المردود عليه
غايته هي تَجْلِيَة الحق مِمَّا عَلِقَ به من هذا المردود عليه.

- الأمر الثالث: قبول المُنْصِفين من أتباعه؛ يقبلون، يقولون والله هذا حق، ومنهم من ينقلب على المردود عليه
ويقول: أنتَ ما أحسنت في هذا، يُؤَنِّبه وإن لم يَقْبَلْ في الجُمْلَة، ومن النَّاس مَن - أيضًا- يَرْجِع عن بدعته التي شارك
فيها المردود عليه فَيَقْبَل الحق ويستجيب.


- ميراث الأنبياء -

Admin
Admin

المساهمات : 2275
تاريخ التسجيل : 12/11/2016

https://theparadise-road.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى