/آثار تَذُّوق طعم الإيمان وحلاوته/
صفحة 1 من اصل 1
/آثار تَذُّوق طعم الإيمان وحلاوته/
آثار تَذُّوق طعم الإيمان وحلاوته:
1- طيب العيش في الدنيا:قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل: 97]
قال ابن كثير -رحمه الله- : وَالْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ تَشْمَلُ وُجُوهَ الرَّاحَةِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ كَانَتْ.
قال ابن القيم -رحمه الله- : وَقَدْ فُسِّرَتِ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ بِالْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا، وَالرِّزْقِ الْحَسَنِ، وَالصَّوَابُ: أَنَّهَا حَيَاةُ الْقَلْبِ وَنَعِيمُهُ، وَبَهْجَتُهُ وَسُرُورُهُ بِالْإِيمَانِ وَمَعْرِفَةُ اللَّهِ، وَمَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا حَيَاةَ أَطْيَبُ مِنْ حَيَاةِ صَاحِبِهَا، وَلَا نَعِيمَ فَوْقَ نَعِيمِهِ إِلَّا نَعِيمَ الْجَنَّةِ،. . . . وَإِذَا كَانَتْ حَيَاةُ الْقَلْبِ حَيَاةً طَيِّبَةً تَبِعَتْهُ حَيَاةُ الْجَوَارِحِ، فَإِنَّهُ مَلِكُهَا،. . . . . وَهَذِهِ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ تَكُونُ فِي الدُّورِ الثَّلَاثِ، أَعْنِي: دَارَ الدُّنْيَا، وَدَارَ الْبَرْزَخِ، وَدَارَ الْقَرَارِ.
وفي المقابل: قال تعالى{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124]
قال ابن كثير -رحمه الله- : فَلَا طُمَأْنِينَةَ لَهُ وَلَا انْشِرَاحَ لِصَدْرِهِ، بَلْ صَدْرُهُ ضَيِّقٌ حَرَجٌ لِضَلَالِهِ، وَإِنْ تَنَعَّمَ ظَاهِرُهُ وَلَبِسَ مَا شَاءَ وَأَكَلَ مَا شَاءَ وَسَكَنَ حَيْثُ شَاءَ، فَإِنَّ قَلْبَهُ مَا لَمْ يَخْلُصْ إِلَى الْيَقِينِ وَالْهُدَى فَهُوَ فِي قَلَقٍ وَحَيْرَةٍ وَشَكٍّ، فَلَا يَزَالُ فِي رِيبَةٍ يَتَرَدَّدُ فَهَذَا مِنْ ضَنْكِ الْمَعِيشَةِ.
2- الإحساس بمرارة الكفر والفسوق والعصيان: قال الله تعالى{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فمن امتن الله سبحانه عليه وأذاقه طعم وحلاوة الإيمان، فلا يمكن أبداً أنْ يستعذب معها طعم الكفر والفسوق والعصيان.
قال ابن رجب -رحمه الله- : فإذا وجد القلب حلاوة الإيمان أحس بمرارة الكفر والفسوق العصيان ولهذا قال يوسف عليه السلام: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.
3- حلاوة الإيمان سبب في ثبات القلوب على الدين:
في حديث ابن عباس -رضى الله عنهما- ، الطويل أَنَّ هِرَقْلَ لما سأل أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ -رضى الله عنه- عن حال اتباع محمد-صلى الله عليه وسلم- فقال له: وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ.
4- بل وتجعلُ العبدَ يُدْمِنُ الطاعةَ حتى أنه لا يستطيعُ أنْ يفارقَها أو يستغنيَ عنها:
كَانَ ثَابِتُ البُناني -رحمه الله- يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، قال: فكنت أدخل في الصَّلاة فأحمل همَّ خروجي منها ويضيق صدري إذا فرغت لأني خارج منها. فَإِذَا جَاءَ السَّحَرُ قَالَ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْت أَعْطَيْت أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا أَحْزَنَنِي شَيْءٌ سِوَى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَرِحْتُ بِالظَّلَامِ لِخَلْوَتِي بِرَبِّي وَإِذَا طَلَعَتْ حَزِنْتُ لِدُخُولِ النَّاسِ عَلَيَّ.
وَقَالَ أبو سليمان الداراني: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ وَلَوْلَا اللَّيْلُ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ فِي الدنيا.
5- حلاوةُ الإيمان تهوِّنُ عليك مصائبَ الدنيا وهمومَها
فحلاوة الإيمان تنسيك كلَّ أَلَمٍ وتَعبٍ ونَصَبٍ، لمَّا دخلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى سجن القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: { فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} قال تلميذه ابن القيم -رحمه الله- : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ما يَصنعُ أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أَيْنَما رُحتُ فهي معي لا تفارِقُني، إنَّ حَبْسي خُلْوة، وقتلي شهادة، وإخراجي مِن بلدي سياحة. وكان يقولُ في محبسه في القلعة: لو بَذلتُ مِلءَ
هذه القلعةِ ذهَباً ما عَدَل عندي شكرَ هذه النعمة
1- طيب العيش في الدنيا:قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل: 97]
قال ابن كثير -رحمه الله- : وَالْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ تَشْمَلُ وُجُوهَ الرَّاحَةِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ كَانَتْ.
قال ابن القيم -رحمه الله- : وَقَدْ فُسِّرَتِ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ بِالْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا، وَالرِّزْقِ الْحَسَنِ، وَالصَّوَابُ: أَنَّهَا حَيَاةُ الْقَلْبِ وَنَعِيمُهُ، وَبَهْجَتُهُ وَسُرُورُهُ بِالْإِيمَانِ وَمَعْرِفَةُ اللَّهِ، وَمَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا حَيَاةَ أَطْيَبُ مِنْ حَيَاةِ صَاحِبِهَا، وَلَا نَعِيمَ فَوْقَ نَعِيمِهِ إِلَّا نَعِيمَ الْجَنَّةِ،. . . . وَإِذَا كَانَتْ حَيَاةُ الْقَلْبِ حَيَاةً طَيِّبَةً تَبِعَتْهُ حَيَاةُ الْجَوَارِحِ، فَإِنَّهُ مَلِكُهَا،. . . . . وَهَذِهِ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ تَكُونُ فِي الدُّورِ الثَّلَاثِ، أَعْنِي: دَارَ الدُّنْيَا، وَدَارَ الْبَرْزَخِ، وَدَارَ الْقَرَارِ.
وفي المقابل: قال تعالى{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124]
قال ابن كثير -رحمه الله- : فَلَا طُمَأْنِينَةَ لَهُ وَلَا انْشِرَاحَ لِصَدْرِهِ، بَلْ صَدْرُهُ ضَيِّقٌ حَرَجٌ لِضَلَالِهِ، وَإِنْ تَنَعَّمَ ظَاهِرُهُ وَلَبِسَ مَا شَاءَ وَأَكَلَ مَا شَاءَ وَسَكَنَ حَيْثُ شَاءَ، فَإِنَّ قَلْبَهُ مَا لَمْ يَخْلُصْ إِلَى الْيَقِينِ وَالْهُدَى فَهُوَ فِي قَلَقٍ وَحَيْرَةٍ وَشَكٍّ، فَلَا يَزَالُ فِي رِيبَةٍ يَتَرَدَّدُ فَهَذَا مِنْ ضَنْكِ الْمَعِيشَةِ.
2- الإحساس بمرارة الكفر والفسوق والعصيان: قال الله تعالى{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فمن امتن الله سبحانه عليه وأذاقه طعم وحلاوة الإيمان، فلا يمكن أبداً أنْ يستعذب معها طعم الكفر والفسوق والعصيان.
قال ابن رجب -رحمه الله- : فإذا وجد القلب حلاوة الإيمان أحس بمرارة الكفر والفسوق العصيان ولهذا قال يوسف عليه السلام: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.
3- حلاوة الإيمان سبب في ثبات القلوب على الدين:
في حديث ابن عباس -رضى الله عنهما- ، الطويل أَنَّ هِرَقْلَ لما سأل أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ -رضى الله عنه- عن حال اتباع محمد-صلى الله عليه وسلم- فقال له: وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ.
4- بل وتجعلُ العبدَ يُدْمِنُ الطاعةَ حتى أنه لا يستطيعُ أنْ يفارقَها أو يستغنيَ عنها:
كَانَ ثَابِتُ البُناني -رحمه الله- يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، قال: فكنت أدخل في الصَّلاة فأحمل همَّ خروجي منها ويضيق صدري إذا فرغت لأني خارج منها. فَإِذَا جَاءَ السَّحَرُ قَالَ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْت أَعْطَيْت أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا أَحْزَنَنِي شَيْءٌ سِوَى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَرِحْتُ بِالظَّلَامِ لِخَلْوَتِي بِرَبِّي وَإِذَا طَلَعَتْ حَزِنْتُ لِدُخُولِ النَّاسِ عَلَيَّ.
وَقَالَ أبو سليمان الداراني: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ وَلَوْلَا اللَّيْلُ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ فِي الدنيا.
5- حلاوةُ الإيمان تهوِّنُ عليك مصائبَ الدنيا وهمومَها
فحلاوة الإيمان تنسيك كلَّ أَلَمٍ وتَعبٍ ونَصَبٍ، لمَّا دخلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى سجن القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: { فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} قال تلميذه ابن القيم -رحمه الله- : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ما يَصنعُ أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أَيْنَما رُحتُ فهي معي لا تفارِقُني، إنَّ حَبْسي خُلْوة، وقتلي شهادة، وإخراجي مِن بلدي سياحة. وكان يقولُ في محبسه في القلعة: لو بَذلتُ مِلءَ
هذه القلعةِ ذهَباً ما عَدَل عندي شكرَ هذه النعمة
مواضيع مماثلة
» من آثار السلف الصالح
» فتوى مهمة: آثار الطعام، أو اللحم لا يضر الصلاة سواءٌ بقي،
» « معنى حلاوة الإيمان » وطُرُق تحصيله
» من حِكَم الإيمان بالقَدَر الكاتب: عبد الحليم توميات
» اعجاز القرآن الكريم يحقق الصلة بين العلم و الإيمان
» فتوى مهمة: آثار الطعام، أو اللحم لا يضر الصلاة سواءٌ بقي،
» « معنى حلاوة الإيمان » وطُرُق تحصيله
» من حِكَم الإيمان بالقَدَر الكاتب: عبد الحليم توميات
» اعجاز القرآن الكريم يحقق الصلة بين العلم و الإيمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى