الصحابة رضي الله عنهم

اذهب الى الأسفل

الصحابة رضي الله عنهم Empty الصحابة رضي الله عنهم

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 18, 2016 2:04 pm


بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الشيخ ربيع حفظه الله في الصحابة رضي الله عنهم

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ [ شيخ الإسلام الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني 373 هـ ـ 449 هـ ] عن أهل السنة والجماعة أهل الحديث : ( ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم ، ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم ) .
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله قد زكاهم ورسول الله قد زكاهم ونهى عن سبهم ، وبيّن منزلتهم ـ رضوان الله عليهم ـ وأنهم لا يُلحقون في الفضل ، ولو عبد الإنسان الله طول عمره لا تعادل عبادته موقفا واحدا من مواقف الصحابي المعيّن مع رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ
هذه منزلة الصحابة عند أهل السنة والجماعة ، زكاهم الله في آيات كثيرة وبين رضاه عنهم وقال لأهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ، وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الحديبية أنهم يدخلون الجنة ولا يدخل أحد منهم النار ـ رضوان الله عليهم ـ والله ـ تبارك وتعالى ـ يقول : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
وإذا كان الله قد رضي عنهم وزكاهم هذه التزكية ورضي عمن تابعهم بإحسان ، فما الذي يدخلك في الكلام في الصحابة والبحث عن أخطائهم وعما شجر بينهم ، ما الداعي لهذا البحث ؟؟
فلا يبحث في هذه الأشياء إلا أهل الفتن من الخوارج والروافض ، أما أهل السنة فيرون السكوت عما جرى بين الصحابة ، لأنهم كلهم مجتهدون ، والذي يحملنا على أن نعتقد فيهم هذه العقيدة تزكية الله لهم وتزكية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم .
الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : " والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ، ولا المقتول فيما قتل ، فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج ، القاتل والمقتول في النار " هذا إذا كان لهوى ، أما إذا كان الواحد منهم يرى نفسه على حق ثم قاتل كان مجتهدا ، هذا فيما يتعلق بالصحابة ، فلماذا نبحث ونقول : هذا باغ ، وهذا مظلوم ، وهذا ظالم ، وهذا كذا ...؟؟ فلا نبحث عما شجر بينهم ، ولا نبحث عن أخطائهم إطلاقا .
فأخطاء الصحابة لا نبحث فيها ، لأن ما نسب إليهم :
ـ إما أن يكون كذبا محضا افتراه عليهم الروافض والخوارج وأهل السوء والإحن،والنواصب أيضا قد يفترون على عليّ رضي الله عنه.
ـ وإما أن يكون حصل خطأ في النقل ، إنسان سمع قصة فحكاها على غير وجهها : فلان قال كذا وكذا ، حكاها خطأ ونسبها إلى فلان أو إلى مجموعة منهم خطأ .
ـ وما يثبت عنهم قد يكون مرجعه الاجتهاد :" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " ـ رضوان الله عليهم ـ .
وما ثبت عليهم منه فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ يغفره لهم إن شاء الله ، لأن حسناتهم نرجو أن تكون راجحة على أخطائهم ـ رضوان الله عليهم ـ
يدفعنا إلى هذا الاعتقاد هذه التزكيات لهم ، إذ شهد الله لهم ـ للسابقين واللاحقين منهم ـ بالجنة والرضوان فقال : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير )) [ الحديد 10 ] ، (( وكلا )) يعني : السابقين واللاحقين منهم ، من هاجر قبل الفتح ومن هاجر بعده ، كلهم شملتهم رحمة الله ، فما الذي يدخلك بين الله وبين عباده ، الذين هم خلّص عباده وأفضل الناس بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟؟
فالذي ثبت عليه ذنب يغفره الله له لصحبته ولجهاده وبأعماله الصالحة وأسباب كثيرة ، وأخيرا هم أولى الناس بشفاعة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ من أحق الناس بشفاعة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ منهم ـ رضوان الله عليهم ـ
لهذا نحن لا ندخل فيما جرى بينهم في الجمل وفي صفّين ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة .
فنحن نعتقد في الجميع أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم من أبعد الناس عن الأهواء والأغراض ، وأن كلا منهم مجتهد ، لأن تلك فتنة جاءت وكل واحد منهم يرى نفسه على الحق ، وحتى بعض الصحابة توقفوا لشدة المحنة والفتنة ، وكثرة النقول والإشاعات والأخبار جعلت عددا من الصحابة يتوقفون ، لا مع هذا ولا مع هذا ، ثم بعد ذلك دُرست الأمور وفُهمت و .. و.. إلى آخره وتبين للناس أن الحق مع عليّ وأولئك مجتهدون .
والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : " إن ابني هذا سيد ، ولعلّ الله أن يصلح لبه بين فئتين عظيمتين من المسلمين " فمدح الحسن على هذا التصرف الطيب ، لأنهم كلهم مسلمون ، والحسن لا يتنازل لفساق ومجرمين ، هم فساق ومجرمون كما يصورهم الروافض والخوارج ، فحاشاه أن يتنازل لمن هذا شأنه وحاشاهم من الفسق والفجور ـ رضوان الله عليهم ـ
قال الشيخ أبو عثمان : (وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم ) كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : " إن الله قد طهّر سيوفنا من دمائهم فلنكف ألسنتنا عن أعراضهم " أو كما قال ـ يعني : أن الله سبحانه وتعالى كف عنا الفتنة ، فلا ندخل بالألسنة ونلوثها بالكلام فيهم ، لأنك أنت تتكلم في أصحاب محمد أفضل الخلق بعد الأنبياء ، فلا تذكرهم إلا بالخير ولا تذكرهم إلا بالجميل ، وتذكر فضائلهم ومحاسنهم وجهادهم وبذلهم أنفسهم وأموالهم لإعلاء كلمة الله ونصرة هذا الدين ، وأن الله هدى على أيديهم أمما ، وقضى الله بهم على أهل الردة ، فمن يلحقهم في هذه الأعمال ؟ في الصحبة وفي الأعمال أيضا ـ رضوان الله عليهم ـ
عندما ترى كلام الروافض ـ قبحهم الله ـ في أصحاب محمد والله أظن أن اليهود ما بلغوا معشار ما بلغه الروافض ـ قاتلهم الله ـ في تحريف دين الله وفي الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ـ اليهود والنصارى ما بلغوا في تحريف الإنجيل والتوراة ما بلغه هؤلاء ، فكل آيات اللعن والعذاب والنفاق يصبونها على أصحاب محمد ولا سيما أبا بكر وعمر ، وكل آيات الوعيد وآيات النار وآيات النفاق وآيات الكذب وآيات الفجور .. قبحهم الله .
الآن يقولون : نحن ما نقول : القرآن محرف ، ولا نقول : الصحابة حرفوه ، ما نقول هذا الكلام ، لكن إذا قرأت تفاسيرهم لم تجد تحريفا وليّا للنصوص وابتعادا بها عما أراده الله عزوجل مثل تحريف هؤلاء وفجورهم ، لأن أصلهم مجوس ، عندهم حقد وغلّ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر الله المهاجرين والأنصار في سورة ـ الحشر ـ أثنى على من يثني عليهم ويدعو لهم فقال جلّ وعلا : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )) [ الحشر 10 ] هذا هو الموقف الذي يجب أن يكون عليه المسلم ، وهو الاستغفار لهم والدعاء لهم والترضي عنهم والذبّ عن أعراضهم ـ رضوان الله عليهم ـ فوالله إنهم أولى أن نذبّ عن أعراضهم من الذبّ عن أنفسنا وآبائنا وأبنائنا ـ رضوان الله عليهم ـ .
قال ( ويرون الترحم على جميعهم ) عليهم جميعا دون فرق ، فتقول : أبو بكر رضي الله عنه وتقول : معاوية رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه ، وأبو ذر رضي الله عنه ، وعمار رضي الله عنه ، وأصغر الصحابة ـ وهو أبو الطفيل ـ تقول فيه : رضي الله عنه ، آخر من مات منهم هو السائب بن يزيد رضي الله عنهم ، كلهم من أولهم إلى آخرهم تقول فيهم : رضي الله عنهم .

المصدر :
عقيدة السلف وأصحاب الحديث للامام أبي عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله [ ص 372 ]
شرح الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=156341

Admin
Admin

المساهمات : 2275
تاريخ التسجيل : 12/11/2016

https://theparadise-road.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى